الصفحات

الأحد، 9 يناير 2011

أحمد يوسف: ياريت 50% من الذكاء الاجتماعى الذى يتمتع به المصريون يتحول إلى ذكاء علمي وتنموي وسياسي

أحمد يوسف: ياريت 50% من الذكاء الاجتماعى الذى يتمتع به المصريون يتحول إلى ذكاء علمي وتنموي وسياسي
   الاقتراب من الشباب بمختلف ميولهم شيء صعب، ومحاولة جذبهم عن طريق موضوعات جادة شيء أصعب، أما استمالتهم من خلال قضايا تحتاج لمزيد من الفهم والبحث والاطلاع المستمر فإن ذلك يعد نوع من المغامرة قرر أحمد يوسف المذيع والكاتب أن يخوضها بنجاح يحسب له، حين ضرب مثلا يحتذى به في عنوانه "احترام عقلية الشباب وتنمية قدراتهم وتوسيع مداركهم هي سبل مختلفة يمكنها اجتذاب قطاعات عريضة منهم".
  استطاع يوسف أن يحطم مقولة "صاحب بالين كداب" فأحيانا يكون صاحب بالين يمتلك مهارتين يمكنه من خلالهما أن يبث رسائله لنوعيات مختلفة من الجمهور، فهو يملك مهارة إدارة الحوار مما جعله مذيعا متميزا في قناة نايل لايف وقبلها في قناة النيل الثقافية حيث شارك في تأسيس برامج الثقافة العلمية والتكنولوجية بقناة النيل الثقافية والحصول من جامعة الدول العربية ومجلة هاى الأمريكية على جائزة أفضل مذيع فى الوطن العربي متخصص في تقديم برامج المنوعات والفكر الابتكاري والاختراعات، كما أنه يملك مهارة الكتابة في نفس المجالات التقنية والعلمية وهذه المهارة كانت سبيله في إطلاق صفحات للعلوم والتكنولوجيا بجريدة ومجلة روزاليوسف المصرية، والكتابة لجريدة للشرق الأوسط اللندنية ومجلة المجلة وجريدة القبس الكويتية وجريدة المصرى اليوم.
  اهتمام يوسف بالشباب وبدور التقنية في تنميتهم، وبإمكانيات التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية في تدعيم دور المجتمع المدني في خدمة المجتمع، هذا الاهتمام دفعنا للحوار معه حول الشباب وقضايا التنمية والمبادرات الخاصة بخدمة المجتمع، وإلى نص الحوار..
كيف ترى دور الشباب في مصر تجاه التنمية وكيف يمكننا تنمية هذا الدور؟
  دائما ما أرى أن أي قفزة أو قصة نجاح فردية أو جماعية لاسيما في القرن الواحد والعشرين قرن التغيرات الكبرى، تحتاج إلى أدوات tools، بمعنى آخر فإن الوعي بالنمو والتنمية هو أمر حيوي لدى جيل الإنترنت الحالي وهو أمر شديد البساطة وشديد التعقيد والتشبيك فى ذات الوقت.
وهل ترى أن هذا الوعي المطلوب من أجل النجاح غير موجود لدى الشباب؟
  الوعى بالتنمية موجود عند شريحة من الشباب ربما هم حسب المصطلح الشعبى الدارج (كريمة الشباب) لكن لايوجد مشروع قومي خاص بالتنمية، اعتقد أن سبب ذلك هو نقص درجات الوطنية لدى جيل الإنترنت ونقص نسب المواطنة وانتقاص الحقوق العامة لأقصى درجة بالإضافة لسببين رئيسيين هما ضعف مستوى التعليم والتعلم المستمر، وغياب دور الأسرة.
  وبالتالى فإن تنمية الوعى بالتنمية يحتاج لحلول مبتكرة ومبدعة وإيجابية فى مؤسسات التعليم المصري.. وفى الأسرة المصرية .. وفى المنظومة السياسية والنسيج الاجتماعى المصري، أي أننا بحاجة إلى مشروع مصرى جديد من أجل مصر جديدة.
بماإن الكلام عن التنمية المستدامة بمفهومها الواسع صعب على الشباب، فكيف يمكننا تبسيط مفهومها لهم، على اعتبار أن لك خبرة كبيرة في تبسيطالمفاهيم التقنية للعامة ويمكنك توصيل رسائلك بأسلوب يفهمه الجميع؟
  نحن بحاجة إلى بث روح التنمية والتنمية المستدامة والأمر فى غاية البساطة فبتحقيق العدالة بين المجتمع وغلق الفجوة بين الطبقات الغنية والمتوسطة والفقيرة وتوفير فرص تعليم ممتعة وتفاعلية ومبتكرة وتأمين صحي حقيقي وحقوق للمواطنة ومحاربة الأمية والجهل والتخلف ستنشأ أجيال مصرية تعشق الابتكار والابداع وبالتالى لديها مشروع واحد فى التنمية والتنمية المستدامة لمصر.
أنت لك خبرة في الاحتكاك بالعديد من الجنسيات الأخرى، هل لاحظت أي اختلاف بين طريقة تفكير الشباب خارج مصر وبين الشباب المصري؟
  الحقيقة انه كانت لدى فرص لألتقي بمعظم جنسيات العالم، ِأشهد أن المصري على المستوى الفردي شخص يمتلك مهارات خاصة وقادر على التحدي، لكنه ونتيجة للمناخ السائد الآن لايستطيع أن يكون حلال مشاكل، بل يضع الظروف الصعبة عائقا أمام ما يعيشه الان ومستسلم ومحبط ويعيش ثقافة الانامالية ومنغلق على ذاته، وذلك على عكس فلسفة عصر اليوم وهي الانفتاح على الآخر وتبادل الخبرات دون النظر لمساحة او تاريخ او عدد سكان الدول الأخرى.
  وبالتالى فإن الشاب المصرى فائق فى مهاراته متفوق لكنه يعانى من الاستسلام للمناخ السيىء الذي يجعله لا ينتج أى شيء لنفسه او للانسانية ولا يتمتع بشخصية مميزة فى ظل التنافس العالمى الكبير بين الجنسيات.
  ومع ذلك فأنا أرى ثمة بارقة أمل كبيرة من شريحة من الشباب المعلوماتى المصرى رواد الاعمال أو مؤسسي الاعمال، اضحت فى تزايد وتنتج برمجيات عالمية او تنشا شركات ذات شكل وصبغة عالمية وبالتالى فإننى اراهن على تغير ايجابى كبير فى الشخصية المصرية للجيل الحالي والقادم.
كيف يمكن للشباب المصري تنمية ثقافتهم واطلاعهم على الجديد في التقنية وما ينتجه العلم في الخارج؟
  اولا ينبغى على الدولة ان تكون جادة وسريعة فى نقلنا لأشكال تعليم القرن الواحد والعشرين حيث التعليم الترفيهي أو الـ edutainment هو سيد الموقف للدرجة التى تجعل الاستمتاع بالتفاعلية واللعب مقصدا أساسيا فى التعليم .عندها سنجد ان النشئ المصرى يدرك اننا : نتعلم لنعيش، نتعلم لنحيا معا، نتعلم لاثبات الذات.
  من بعد ذلك سيرفع المصرى راسه ويخرج من أجواء الملهاة التى يعيشها الان ليعرف اننا فى عصر العلم.
  فكل شىء علم ،الطبخ علم، الموسيقى علم، كرة القدم علم، والسياسة علم الخ الخ.
ما هو المطلوب من أصحاب الخبرات والمسئولين تحديدا تجاه دعم دور الشباب في عملية التنمية بشكل عملي؟
  مصر لا تحتاج إلى خطوات فردية نحن نحتاج إلى خطوات مؤسساتية مترابطة شعارها حلم الأمة the nation حلم جماعى كالصين واليابان والمانيا وفرنسا وأمريكا، حلم مصر هو النهضة بالعلم وبالتايى سيعم الرخاء على الجميع لكن النهش القائم الآن والعنف والحقد بين الطبقات لن يحل بدعوات الخبراء لكن بالعمل المؤسسي تحت إرادة سياسية من الدولة وعودة حقيقية لدور الأسرة،
كل واحد منا مسؤل عن مصر كما هو مسؤل عن نفسه .
ما هي أبرز السلبيات التي تراها في الشباب المصري وتعتقد أنها تؤثر سلبا في عملية التنمية؟ وماذا عن الإيجابيات؟
  جميل هذا السؤال لانه يحمل نصفي الكوب، فيما يخص الكوب الممتلىء اعتقد ان الشباب ليس واحدا ( ما فيش حاجة اسمها شباب) هناك اجيال او طبقات مختلفة من الشباب هناك مواليد منتصف النصف الثانى من السبعينات وهناك جيل الثمانينات والتسعينات وجيل الالفية لكن على كل وبصفة عامة فإن هذا الجيل يحب التكنولوجيا لا يرضى بالنمطية ويحب الابتكار ومندمج مع الافكار العالمية، وميال للعطاء وأعمال الخير وأعمال المشاركة الجمعية،
  أما عن سلبياته فدرجة الوطنية عنده منخفضة فى صالح العالمية الانسانية، براجماتى يتمتع بالانامالية أو انامالى، عنيف، قيمه عولمية أكثر من قيمه الوطنية.
  كيف يمكن للشباب الاستفادة من التكنولوجيا ومواقع الشبكات الاجتماعية في دعمالتواصل المفيد وحملات التنمية، ودعم التشبيك فيما بينهم 
الحقيقة أن هناك شباب واعي يقوم بحملات للعطاء والتنمية على الفيس بوك وتويتر بوعي وتميز شديد لكن القضية أن نسبتهم لا تقارن بمن يقومون بأعمال هدامة على الشبكة وعلينا أن نسأل أنفسنا ما هو الخير الذى يمكن أن نقدمه على الشبكة الاجتماعية؟
  ياريت 50% من الذكاء الاجتماعى الذى يتمتع به المصريون يتحول إلى ذكاء علمي وتنموي وسياسي.
  قد تكون للشبكات الاجتماعية دور فى ذلك ولكن هذا لن ياتى بشكل التعليم والاسرة الحالى، إذا تغير الشارع المصرى وفقا لثورة مؤسساتية وارادة سياسية سنرى " كل حاجة زى الفل على الشبكات الاجتماعية".
  نحن لن نجلب شباب من كوكب المشترى وبالتالى لا تتوقع قفزات غير عادية فى ظل وضع حالي سيىء فى الشارع التقليدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق