من أكثر الشخصيات المهتمة بالتنمية البشرية في المجتمع العربي ومصر خصوصا الدكتورة' هبة حندوسة' أستاذ الاقتصاد ورئيس فريق الباحثين لتقرير التنمية البشرية, ورئيس اللجنة الاستشارية لمركز' العقد الاجتماعي' التابع لمركز المعلومات واتخاذ القرار بمجلس الوزراء, كما شغلت منصب نائب رئيس الجامعة الأمريكية لسنوات عديدة, ولا تمل من مواصلة العمل والبحث عن كل ما ينهض بالبشر, وقد انتهت أخيرا من عدة تقارير سيعلن مجلس الوزراء عن أحدها خلال أيام, حول التنمية في منطقتنا العربية وسبل الخروج من الإخفاقات المتعددة خلال العقد الأخير.. التقت بها' الأهرام العربي' وجاء هذا الحوار:
ما أسباب الإخفاق في حياتنا العامة.. سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا خلال العقد الأخير؟
وجود تراكم لمشاكل وتحديات لم نعرف نتواصل ونتعامل معها, خصوصا منذ اخترنا التخلي عن الاشتراكية ونأخذ بالرأسمالية في مصر, وهذه أكبر مشكلة, فكلما يطول الوقت دون علاج تتراكم المشاكل, ومنها: النظام الحكومي, بمعني أن تكون الحكومة مسئولة عن كل شيء في مصر والجهات التنفيذية, بالإضافة إلي المركزية' الفظيعة' التي لم تحدث لأي دولة حتي في ظل الاشتراكية, ولا لدينا إدارات لها أن تتخذ قرارا, وكذلك تثبيت الأجور والمرتبات طوال هذه الفترة الطويلة, هي التي أدخلت كل المساوئ: الرشوة والدروس الخصوصية, وفي الصحة أيضا هناك نظام مواز لنظام الخدمات العامة, الصحة والتعليم, هما المؤشر الرئيسي الذي يقاس عليه النهضة والتطور, وفي العشر السنوات الماضية رأينا حكومة د.أحمد نظيف التي واعتبرها أحسن مجموعة اقتصادية, وتضم أحسن وزراء في مجال الشئون الاجتماعية, فالمشكلة ليست في الأشخاص, إنما في' النظام السياسي الجامد' الذي لا يتحرك, والحكومة المتضخمة والمرتبات ضعيفة جدا, فانتشرت السرقة والرشوة وكل مظاهر الفساد أصبحت متفشية, وقضية الفقر لم تظهر في قاموس الحكومة سوي في فترة التسعينيات, البلد لا تريد أن تعترف أن أربعين في المائة من الشعب تحت خط الفقر, فمثلا مشكلة الأمية هي مشكلة فقر لا أكثر ولا أقل, وليس ألف قرية تحت خط الفقر بل أكثر, فكل هذه الأشياء مرتبطة ببعض, الصحة مع التعليم, الكثافة السكانية والتزاحم في شقق ضيقة, تركنا قضية الفقر تتراكم رغم وجود أساليب وطرق لعلاجها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق