الصفحات

الثلاثاء، 4 يناير 2011

"الأهرام العربى": د‏.‏هبة حندوسة‏:‏ تري الأخذ بالرأسمالية دون ضوابط خطرا المركزية سبب كل الكوارث في المنطقة العربية

من أكثر الشخصيات المهتمة بالتنمية البشرية في المجتمع العربي ومصر خصوصا الدكتورة‏'‏ هبة حندوسة‏'‏ أستاذ الاقتصاد ورئيس فريق الباحثين لتقرير التنمية البشرية‏,‏ ورئيس اللجنة الاستشارية لمركز‏'‏ العقد الاجتماعي‏'‏ التابع لمركز المعلومات واتخاذ القرار بمجلس الوزراء‏,‏ كما شغلت منصب نائب رئيس الجامعة الأمريكية لسنوات عديدة‏,‏ ولا تمل من مواصلة العمل والبحث عن كل ما ينهض بالبشر‏,‏ وقد انتهت أخيرا من عدة تقارير سيعلن مجلس الوزراء عن أحدها خلال أيام‏,‏ حول التنمية في منطقتنا العربية وسبل الخروج من الإخفاقات المتعددة خلال العقد الأخير‏..‏ التقت بها‏'‏ الأهرام العربي‏'‏ وجاء هذا الحوار‏:‏
ما أسباب الإخفاق في حياتنا العامة‏..‏ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا خلال العقد الأخير؟
  وجود تراكم لمشاكل وتحديات لم نعرف نتواصل ونتعامل معها‏,‏ خصوصا منذ اخترنا التخلي عن الاشتراكية ونأخذ بالرأسمالية في مصر‏,‏ وهذه أكبر مشكلة‏,‏ فكلما يطول الوقت دون علاج تتراكم المشاكل‏,‏ ومنها‏:‏ النظام الحكومي‏,‏ بمعني أن تكون الحكومة مسئولة عن كل شيء في مصر والجهات التنفيذية‏,‏ بالإضافة إلي المركزية‏'‏ الفظيعة‏'‏ التي لم تحدث لأي دولة حتي في ظل الاشتراكية‏,‏ ولا لدينا إدارات لها أن تتخذ قرارا‏,‏ وكذلك تثبيت الأجور والمرتبات طوال هذه الفترة الطويلة‏,‏ هي التي أدخلت كل المساوئ‏:‏ الرشوة والدروس الخصوصية‏,‏ وفي الصحة أيضا هناك نظام مواز لنظام الخدمات العامة‏,‏ الصحة والتعليم‏,‏ هما المؤشر الرئيسي الذي يقاس عليه النهضة والتطور‏,‏ وفي العشر السنوات الماضية رأينا حكومة د‏.‏أحمد نظيف التي واعتبرها أحسن مجموعة اقتصادية‏,‏ وتضم أحسن وزراء في مجال الشئون الاجتماعية‏,‏ فالمشكلة ليست في الأشخاص‏,‏ إنما في‏'‏ النظام السياسي الجامد‏'‏ الذي لا يتحرك‏,‏ والحكومة المتضخمة والمرتبات ضعيفة جدا‏,‏ فانتشرت السرقة والرشوة وكل مظاهر الفساد أصبحت متفشية‏,‏ وقضية الفقر لم تظهر في قاموس الحكومة سوي في فترة التسعينيات‏,‏ البلد لا تريد أن تعترف أن أربعين في المائة من الشعب تحت خط الفقر‏,‏ فمثلا مشكلة الأمية هي مشكلة فقر لا أكثر ولا أقل‏,‏ وليس ألف قرية تحت خط الفقر بل أكثر‏,‏ فكل هذه الأشياء مرتبطة ببعض‏,‏ الصحة مع التعليم‏,‏ الكثافة السكانية والتزاحم في شقق ضيقة‏,‏ تركنا قضية الفقر تتراكم رغم وجود أساليب وطرق لعلاجها‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق