الصفحات

الأربعاء، 6 أبريل 2011

"رأى": الحوار الحائر.. والمحير

كتب: محمد محمود الإمام
  تحت مسمى «الحوار الوطنى» اجتمع فريق من المفكرين ليتداولوا فى شئون الوطن فى هذه اللحظة الحاسمة من تاريخه.. لحظة تفصل بين عهد وعهد.. بين نظام ونظام.. بين ماض بكل أوجاعه وآلامه ومستقبل بوعوده وأحلامه. وتابعت الجماهير أولى حلقاته على الهواء مباشرة، محاولة أن تتبين منه ما يمكن أن يتناوله من قضايا، والكيفية التى يرجى أن تعالج بها، والسبيل إلى نقل الأفكار إلى أرض الواقع بعد أن يثبت أنها ترقى إلى إشفاء غليل الجماهير المتعطشة لرؤية النتائج التى أحيت الثورة الآمال فى تحقيقها وهى تنساب إلى حياة الملايين على اختلاف مشاربها، والتى تمنى الجميع أن تصد عنا قوى الثورة المضادة التى تستفيد من حقيقة أن الهدم أيسر من البناء، خاصة وأن أصحابها مارسوا وتمرسوا فى فنون الهدم والتدمير.
  وتابعت مع الآخرين مقاربات المشاركين فى الحوار، إلى أن وصلنا إلى اللحظة التى تكلمت فيها الأستاذة سكينة فؤاد، فإذا بنا أمام أمرين جعلانا نفيق من نشوة المتابعة والاستغراق فى تصنيف آراء جمع بينها تباعد فيما تناوله المفكرون من أمور رجح كل منهم بعضها على الآخر. فقد كشفت عن بند فى جدول أعمال اللقاء يدعو إلى مناقشة كيفية التصالح مع «رموز النظام السابق».
  ظننت للوهلة أن المقصود هو التصالح مع «ضحايا النظام السابق»، ولكن يبدو أن التفضيل كان للقلة التى نهبت ثروات الوطن وحقوق المواطنين، عن الكثرة التى يئست من أن تتنسم نسيم الحياة الدنيا فمنت نفسها بحسن ثواب الآخرة. وحينما اتضح أن الاجتماع قصد به التعرف على محاور الحوار وصياغة جدول أعماله، ازداد عجبى من أن يختار من بين القضايا التى يمكن أن يتناولها الحوار تلك القضية بالذات، وكأنما أريد ضمان ألا تغيب عن الحوار.
  فهل حقا كان هذا هو ما يقصده الداعون إليه؟ لو صح هذا لانتابنى غم كبير، أن شاءت إرادة المولى عز وجل أن يقعدنى عن الحركة التى تسمح لى أن أكون من المندسين بين شباب التحرير أشد أزرهم وأدعوهم أن يرجئوا مطالباتهم لحين يدرك الناس جميعا أننا بعد نعيش ثورة، رغم خلوها حتى الآن من معالم ثورات الرعاع والجياع، وإن اجتهدت الرموز المذكورة فى تشجيع معالم الفوضى التى حذرنا منها الرمز الأكبر للعهد السابق.
تراوحت الأفكار التى طرحت بين منهجين:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق