الصفحات

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

"رأى": الحوار الوطنى ضرورة وطنية

كتب: د. جمال نصار
  تفعيل الحوار الوطنى كخارطة طريق يُعدّ ضرورة وطنية إستراتيجية مرحليّة مُلحة، وهو فى الأساس الركيزة الحقيقية للعمل السياسى الجاد والوسيلة الأوفر حظًا لمعالجة القضايا التى تعترض الوطن، وهذا يتطلب من الجميع تغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والشخصية الضيقة.
  إن الواقع المصرى أكبر وأهم بكثير من جميع الائتلافات والتحالفات والتكتلات، وكذلك الدعوات الرامية إلى إجراء حوارات من أى نوع وأكبر من تلك الدعوات الرامية إلى معالجة الأوضاع الكارثية التى خلّفها النظام السابق بجرة قلم أو عن طريق دعوة مجانية إلى إجراء حوارات شكلية، والكثير من هذه الدعوات بغض النظر عن نيتها أو مقصدها فى هذا الطرح لم ترتق يومًا إلى المستوى الذى يعبر عن آمال وطموحات الشعب المصرى، ولم تخرج عن النطاق الشعاراتى الدعائى إلا ما ندر، فالأمر يحتاج إلى خطوات عملاقة تتناسب مع خطورة وأهمية المرحلة وتداعياتها الوعرة.
  ومن أهم هذه الخطوات التى يجب أن تكون فى الحوار الوطنى أن يشترك فيه الجميع مع الأخذ فى الاعتبار كل الآراء والتوجهات وعدم تهميش أو إقصاء أو استبعاد أى مكون من المكونات أو جهة من الجهات أو فئة من الفئات بغض النظر عن الحجم أو الاتجاه أو التأثير، وتفعيل هذا الحوار لمصلحة مصر ككل تفعيلا عمليًا وإجرائيًا بعد دراسة جميع أسباب التوتر بين الجميع بعيدًا عن لغة المهاترات وتبادل التهم وتخوين الطرف المقابل أو اتهامه بموجب نظرية المؤامرة، وبعيدًا عن تغليب المصلحة الخاصة الضيقة والجزئية لأى مكون أو جهة، وبعيدًا عن الصيغ الإنشائية والمقلوبة ضمن أطر جاهزة تدعو بشكل أو بآخر إلى أمور لا يمكن تحقيقها بالتصريحات الرنانة فقط.
  ولأهمية الحوار، يجب أن تعقد ورش عمل تحضيرية بين جميع الأطراف تقوم على أُسس وطنية وأجندة واضحة المعالم وفترة زمنية محددة، لأن الخبرة السابقة فى مثل هذه الحوارات غير مطمئنة، بل أستطيع أن أقول إنها غير مجدية فى كثير من الأحيان لأن الأنظمة السابقة طيلة العقود المنصرمة كان لها تأثيرات كارثية على مجمل الشأن المصرى وليس من السهل معالجتها بجملة من القرارات أو التوصيات أو الأمنيات التى تصدر من أى مؤتمر أو تجمع أو اتفاق ثنائى أو جماعى أو من أية مبادرة مهما كانت إذا لم يكن الشعب المصرى مستعدًا لها باعتباره المعنى الأول بها . وهذا يتطلب إيجاد قبول توافقى عام يأخذ فى الاعتبار المنظور الوطنى العام، وتراعى فيها المصلحة العليا للوطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق